الحرية لمعتقلي إعلان دمشق

26/07/2008

لم تُفرج السلطات السورية عن معتقلي إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي ، وعُقدت جلسة سرية لاستجوابهم يوم 16/7/2008 أمام محكمة الجنايات الأولى بدمشق ، وحدد فيها موعد لأول جلسة علنية في الأربعاء القادم exness يوم 30/7/2008.

وخلال الجلسة رفضت فداء الحوراني ورياض سيف وعلي العبد الله ورفاقهم التهم الموجهة لهم كما فعلوا سابقاً، وقالوا" نحن مع الوحدة الوطنية، ومع التحول الديمقراطي السلمي والهادئ". وأكّدوا بذلك أن من ينبغي أن يُدان هو من اعتقلهم، ليحرم البلاد بفعلته كوكبةً من خيرة أبنائه، في وقت الحاجة والشدّة.

إن هؤلاء، وإعلان دمشق كلّه معهم، لم ولن يتسببوا بوهن نفسية الأمة ولا بإضعاف الشعور القومي، بل على العكس تماماً من ذلك. إنهم يسعون إلى تطوير المشاركة السياسية في بناء الوطن، وإلى الخروج من الأزمة التي وضع النظام البلاد فيها. إنهم جزء رئيس من المعارضة السياسية اللازمة لسوريا، والتي لا يمكن ولوج المستقبل من دونها، ومن دون الاعتراف بها أولاً. ومن يصدق غير ذلك ويفعل، هو الذي يساعد على وهن نفسية الأمة، بمحاولة إجبار شعبنا بالقمع والتعسّف على الدخول في حالة اليأس والإحباط واللامبالاة.

تثبت السلطة بسلوكها يوماً بعد يوم إنها لا تطيق اعتدالاً ولا اجتهاداً ودأباً في بلادنا، وهي لا تتوقّف لتعيد النظر بسياساتها الأمنية، بل تمعن فيها وتواصلها. وها هي تتابع اعتقالاتهexness login ا في صفوف المعارضة الديمقراطية الأسبوع الماضي باعتقال الأستاذ محمد موسى سكرتير حزب اليسار الكردي أحد أحزاب إعلان دمشق، وتحيله للمحاكمة العسكرية. وليس هكذا تورد الإبل، في الزمن الصعب خصوصاً.

إن قلقنا الدائم نابع من رؤيتنا للخلل في استقلال القضاء، الذي تآكلته حالة الطوارئ المستمرة منذ عقود، الأمر الذي يعرف كلّ الحقوقيين في العالم تأثيره المدمّر على سيادة القانون، وبالتالي على الدولة والمجتمع. ونحن، إذ سوف نبقى على ثقة من أن هنالك في قضاتنا من هو قادر على حمل لواء استقلاله وإصلاحه، نحمّل المسؤولية للسياسة الأمنية التي تتغذّى على التوتّر والتطرّف.

لقد انطلق المجلس الوطني لإعلان دمشق في جلسته بتاريخ 1/12/2007، ( والتي كانت نقطة بداية الحملة الأمنية) من تقدير الأخطار الخارجية والداخلية أمام البلاد، ليحدّد رؤيته للمخرج ولمستقبل سوريا. ونحن إذ نلاحظ محاولات النظام المتردّدة للخروج من مأزق سياسته الخارجية، نرى في الوقت نفسه عناده المستمر في سياسته الداخلية، ورفضه الإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، ورفع www.exness.net.ng/ لحالة الطوارئ، والتراجع عن خرق حقوق الإنسان وقمع الحريات الأساسية.

وكلّ شيء ينبع من هنا، من الداخل. ولن يكون ممكناً حلّ الأزمات كلّها مع استضعاف الشعب والاستمرار في تعريض وحدته وإرادته ومعيشته للخطر المستمر.

الحرية من دون إرجاء لمعتقلي إعلان دمشق وجميع السجناء السياسيين في بلادنا.