في الحادي والعشرين من أيار 2008 ،
توصلت الأطراف اللبنانية إلى ما عرف باتفاق الدوحة ، بعد خمسة أيام من
التفاوض الصعب ، برئاسة قطر ورعاية اللجنة الوزارية العربية .
جاء الاتفاق على قاعدة " لا غالب ولا مغلوب " ، واشتمل على خمس نقاط هي
:
1- انتخاب الرئيس التوافقي .
2- تشكيل حكومة وحدة وطنية معلومة التوزيع .
3- اعتماد قانون انتخاب على أساس القضاء ولمرة واحدة .
4- تعهد بعدم استخدام السلاح في الداخل ، وتعزيز سلطة الدولة وسيادتها
على كل أراضيها .
5- بدء حوار حول علاقة الدولة بالتنظيمات المسلحة .
اختصرت بنود الاتفاق المذكورة الأزexness trader مة اللبنانية طيلة العامين الأخيرين
، وشكلت عناويناً لاستقطاب سياسي حاد ، ترجم استقطاباً إقليمياً
ودولياً وانقساماً عربياً حول لبنان على نفس الدرجة . وكانت الأوضاع قد
تفجرت عندما اجتاح حزب الله بيروت والجبل لفرض معادلات جديدة للصراع ،
رداً على قراري الحكومة اللبنانية بخصوص شبكة اتصالاته الهاتفية ونقل
ضابط أمن المطار المحسوب عليه . وهو ما شكل سابقة خطيرة ، أودت بحياة
العشرات من اللبنانيين بسلاح لبناني ، وأحدثت تخريباً ودماراً كبيرين
في الممتلكات العامة والخاصة كادت تعيد لبنان إلى مرحلة الحرب الأهلية
الكريهة والتي لا يريدها أحد .
بحكم الطبيعة الهشة للبنان المتولدة من تخلخل البنية الاجتماعية
والموقع الجغرافي الخاص ووقوعه في قلب الصراع العربي الإسرائيلي
وتداعياته ، كان الاستقرار فيه على الدوام استقراراً قلقاً ، سرعان ما
يهوي كلما توافق أو تناغم الانقسام الداخلي مع المرامي والأهداف
الخارجية ، إقليمية كانت أو دولية ، تريد اللعب بلنان ودفعه في مهاوي
الاقتتال الأهلي .
من هنا تأتي أهمية اتفاق الدوحة ، إذ شكل محاولة جادة لوقف العنف داخل
المجتمع اللبناني ، واعتماد الحوار لغة لترجمة الاستقطابات السياسية
الحادة وسبل حلها ، عبر التأكيد على أهمية الدولة والمؤسسات بصفتها
التعبير الأمثل عن تطلعات اللبنانيين وآمالهم بالعيش الطبيعي والوعاء
الذي يستوعب خلافاتهم ، إلى جانب تعزيزexness apk وحدة الجيش وتقويته .
إن إعلان دمشق الذي كان دوماً إلى جانب السلم الأهلي ونبذ العنف ،
ويؤكد باستمرار على أهمية الدولة ودورها كمؤسسة ضامنة لهذا السلم،
ويدعو إلى تغليب لغة الحوار ، ويعتبره وسيلة ناجعة لحسم الخلافات
السياسية ، يرحب باتفاق الدوحة ، ويعتبره إنجازاً مهماً . ويأمل أن لا
يكون هدنة من نوع ما ، فرضتها ظروف خارجية .
من هنا فإنه يدعو الأطراف اللبنانية كافة إلى بذل أقصى الجهود من أجل
تطبيق هذا الاتفاق ، وتطويره عبر الحوار وفي إطار الدستور وسلطة الدولة
. ويطلب من كافة الأطراف الدولية والإقليمية وقف تدخلها في لبنان ،
وترك اللبنانيين يرسخون أسس دولتهم ، ويحافظون على وحدتهم الاجتماعية
بشل آمن . وينوه بدور دولة قطر والجامعة العربية ولجنتها الوزارية في
نزع فتيل أزمة خطيرة ، كان يمكن لها أن تطيح بوحدة لبنان وأمن شعبه .
كما بوسعها أن تصيب بتداعياتها أكثر من exnessbrasil.com.br/exness-trader-app بلد عربي بطريقة لا يمكن التكهن
بنتائجها .
دمشق في 23 / 5 / 2008
الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي |